لقد طال انتظار الصين لاستضافة أولمبياد 2008! فبرغم أنّ معظمنا لم يكن على قيد الحياة في عام 1908م، الاّ أنّ أحلام الصين من استضافة الأولمبياد كانت تنسج منذ ذلك العام. فلقد تساءلت صحيفة «تيان جين» الصينية خلال انعقاد الدورة الأولمبية الرّابعة في بريطانيا حينئذ، عن التاريخ الذي ستتمكّن فيه الصين باستضافة الدورة الأولمبية! وهاهي الصين اليوم تسخّر كافّة طاقاتها ومصادرها لانجاح هذه الدورة التي أنفقت عليها لا أقل من أربعة وأربعين مليار دولار حتى الآن! وإمعاناً في التفاؤل، فلقد جدولت حفل الافتتاح ليكون بتمام الساعة الثامنة وثماني دقائق من اليوم الثامن بالشهر الثامن من هذا العام المنتهي برقم ثمانية.
فلقد أجمع المراقبون على ان الصين تطمح لأن تكون دولة عظمى في الرياضة كما هي في الاقتصاد والسياسة. ولابد ان نذكر أنّ بعض صانعي الرأي في الغرب، غير سعداء بإعطاء الصين هذه الفرصة الذهبية، بحجة أنّها تضطهد بعض أقلياتها، في حين أنّها تدعم الدول المتمرّدة على الغرب مثل ميانمار والسودان! وعلى كل حال، فالأفضل ألاّ نلوّث هواءنا بالسياسة ولو مؤقتا ونبقى على نقاء الأجواء الرياضية خلال هذا المقال.
ففي حين انّ الدورات الأولمبية تعتبر مهرجانا عالميا لتمجيد الرياضة والرياضيين، الاّ أن هذا الحدث أصبح كذلك مهرجانا دوليا بامتياز للمال والأعمال والاستثمار الدولي. وبرغم أن المتنافسين لا يجنون سوى ميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية، ولا يوجد هناك أية جوائز مالية لهذه الدورات، الاّ أنك تستطيع أن ترى الدولارات ترفرف فوق بيكين هذه الأيام أكثر ممّا ترى التلوث الجوي الذي يكتم أنفاس هذه المدينة. فلقد أمسى جليا أنه بمجرّد ما يفوز أحدهم بميدالية، ستتبعه المزايا والجوائز المالية حيثما حلّ أو ارتحل.
ولاعطاء فكرة بسيطة عن جني الأرباح الذي يحققه الرياضيون من فوزهم عالميا، أسوق لهم هذه البيانات : أكثر الرياضيين افادة من المناسبات الدولية هو الأمريكي «تايجر وودز» الذي حقق مائة وثمانية وعشرين مليون دولار السنة الماضية. يأتي بعد ذلك الرياضي «فيل ميكلسون» ثم «ديفيد بكهام» الذي جنى ثمانية وأربعين مليون دولار وهكذا. وللعلم فان أكبر المستفيدين ماليا هم لاعبو كرة القدم و كرة السلّة والجولف.
فالشركات اذن تعتبر أن الدورات الأولمبية فرصة ذهبية لتسويق منتجاتها من خلال استغلال أسماء وصور النجوم الذين سطعوا جديدا في سماء الرياضة العالمية! وأولمبياد هذا العام يقدّم فرصة عظيمة لتسويق المنتجات لقرابة ألف وثلاثمائة مليون مواطن صيني ينعمون بانتعاش اقتصادي غير مسبوق. كما أنّ هذا الأولمبياد يمثل فرصـة تسويقية ذهبية لالاف الملايين من المشاهدين على تلفزيونات العالم أجمع، حتى أن المرشّحين للرئاسة الأمريكية «مكين» و «أوباما» أنفقا ملايين الدولارات في اعلانات ترويجية لهما بهذه الدورة
ولقد بلغ عدد الشركات التي تقوم برعاية هذه الدورة أكثرمن ستين شركة عالمية وصينية. ولكن الرعاة الرئيسيين هم اثنتا عشرة شركة وعلى رأسهم شركة «كوداك» الأمريكية التي قامت برعاية أول دورة أولمبية في عام 1896م. فلقد أنفقت هذه الشركات الرئيسة ما يقارب ثمانمائة وستة وستين مليون دولار في صورة مواد دعائية وخدمات لهذه الدورة. ولقد تدافعت الشركات متعددة الجنسيات العظمى للمشاركة في رعاية هذه الدورة طمعاً في تعريف أنفسها للمجتمع الصيني العظيم و المجتمع الدولي قاطبة.
كما يتجلّى الانفاق اللامحدود في مجال الاعلانات التلفزيونية. فلقد بلغت تكلفة الاعلان التفزيوني الذي لا يتجاوز النصف دقيقة في مسابقات السباحة لا يقل عن سبعمائة وخمسين ألف دولار – أي ما يزيد على اثنين مليون وثمانمائة ألف ريال لثلاثين ثانية لا غير. ولقد صرّحت شبكة «ان.بي.سي.» الأمريكية أنها حقّقت عائدات من هذا الأولمبياد تجاوزت المليار دولار أمريكي حتى تاريخه. فالزواج العريق بين الاعلام والرياضة مازال زواجا سعيدا لأن ثمرته عظيمة.. وهي حدقات المشاهدين ودولاراتهم الخضراء!
Samirabid@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 117 مسافة ثم الرسالة
فلقد أجمع المراقبون على ان الصين تطمح لأن تكون دولة عظمى في الرياضة كما هي في الاقتصاد والسياسة. ولابد ان نذكر أنّ بعض صانعي الرأي في الغرب، غير سعداء بإعطاء الصين هذه الفرصة الذهبية، بحجة أنّها تضطهد بعض أقلياتها، في حين أنّها تدعم الدول المتمرّدة على الغرب مثل ميانمار والسودان! وعلى كل حال، فالأفضل ألاّ نلوّث هواءنا بالسياسة ولو مؤقتا ونبقى على نقاء الأجواء الرياضية خلال هذا المقال.
ففي حين انّ الدورات الأولمبية تعتبر مهرجانا عالميا لتمجيد الرياضة والرياضيين، الاّ أن هذا الحدث أصبح كذلك مهرجانا دوليا بامتياز للمال والأعمال والاستثمار الدولي. وبرغم أن المتنافسين لا يجنون سوى ميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية، ولا يوجد هناك أية جوائز مالية لهذه الدورات، الاّ أنك تستطيع أن ترى الدولارات ترفرف فوق بيكين هذه الأيام أكثر ممّا ترى التلوث الجوي الذي يكتم أنفاس هذه المدينة. فلقد أمسى جليا أنه بمجرّد ما يفوز أحدهم بميدالية، ستتبعه المزايا والجوائز المالية حيثما حلّ أو ارتحل.
ولاعطاء فكرة بسيطة عن جني الأرباح الذي يحققه الرياضيون من فوزهم عالميا، أسوق لهم هذه البيانات : أكثر الرياضيين افادة من المناسبات الدولية هو الأمريكي «تايجر وودز» الذي حقق مائة وثمانية وعشرين مليون دولار السنة الماضية. يأتي بعد ذلك الرياضي «فيل ميكلسون» ثم «ديفيد بكهام» الذي جنى ثمانية وأربعين مليون دولار وهكذا. وللعلم فان أكبر المستفيدين ماليا هم لاعبو كرة القدم و كرة السلّة والجولف.
فالشركات اذن تعتبر أن الدورات الأولمبية فرصة ذهبية لتسويق منتجاتها من خلال استغلال أسماء وصور النجوم الذين سطعوا جديدا في سماء الرياضة العالمية! وأولمبياد هذا العام يقدّم فرصة عظيمة لتسويق المنتجات لقرابة ألف وثلاثمائة مليون مواطن صيني ينعمون بانتعاش اقتصادي غير مسبوق. كما أنّ هذا الأولمبياد يمثل فرصـة تسويقية ذهبية لالاف الملايين من المشاهدين على تلفزيونات العالم أجمع، حتى أن المرشّحين للرئاسة الأمريكية «مكين» و «أوباما» أنفقا ملايين الدولارات في اعلانات ترويجية لهما بهذه الدورة
ولقد بلغ عدد الشركات التي تقوم برعاية هذه الدورة أكثرمن ستين شركة عالمية وصينية. ولكن الرعاة الرئيسيين هم اثنتا عشرة شركة وعلى رأسهم شركة «كوداك» الأمريكية التي قامت برعاية أول دورة أولمبية في عام 1896م. فلقد أنفقت هذه الشركات الرئيسة ما يقارب ثمانمائة وستة وستين مليون دولار في صورة مواد دعائية وخدمات لهذه الدورة. ولقد تدافعت الشركات متعددة الجنسيات العظمى للمشاركة في رعاية هذه الدورة طمعاً في تعريف أنفسها للمجتمع الصيني العظيم و المجتمع الدولي قاطبة.
كما يتجلّى الانفاق اللامحدود في مجال الاعلانات التلفزيونية. فلقد بلغت تكلفة الاعلان التفزيوني الذي لا يتجاوز النصف دقيقة في مسابقات السباحة لا يقل عن سبعمائة وخمسين ألف دولار – أي ما يزيد على اثنين مليون وثمانمائة ألف ريال لثلاثين ثانية لا غير. ولقد صرّحت شبكة «ان.بي.سي.» الأمريكية أنها حقّقت عائدات من هذا الأولمبياد تجاوزت المليار دولار أمريكي حتى تاريخه. فالزواج العريق بين الاعلام والرياضة مازال زواجا سعيدا لأن ثمرته عظيمة.. وهي حدقات المشاهدين ودولاراتهم الخضراء!
Samirabid@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 117 مسافة ثم الرسالة